بعد تدهور حالته الصحية.. من يخلف البابا فرانسيس حال وفاته؟

تتصاعد التكهنات حول مستقبل الفاتيكان وسط الأنباء المتداولة عن تدهور الحالة الصحية للبابا فرانسيس، الذي دخل المستشفى في 14 فبراير بسبب التهاب رئوي حاد.

وفي ظل هذه الظروف، تتجه الأنظار إلى البروتوكولات المعقدة التي يعتمدها الفاتيكان عند وفاة البابا، والتي تشمل مراسم جنائزية صارمة وعملية انتخاب خلف جديد بدقة شديدة.

إجراءات إعلان الوفاة والحداد الرسمي

عند وفاة البابا، يتولى الأطباء تأكيد الوفاة رسميًا، لكن التقاليد الفاتيكانية تشترط أيضًا أن يقوم الكاردينال المعروف بـ "خادم الغرفة" (Camerlengo) بمناداة البابا باسمه ومحاولة إيقاظه، وعند عدم استجابته، يتم إعلان الوفاة رسميًا.

وبعد ذلك، يتم تدمير "خاتم الصياد"، وهو الخاتم الذي يستخدمه البابا في توقيع الوثائق الرسمية، ما يعني انتهاء سلطته رسميًا.

ويُعلن بعدها حداد رسمي لمدة تسعة أيام تُعرف باسم "التسعات" (Novendiale)، يتم خلالها تحنيط جثمان البابا وعرضه للجمهور في كاتدرائية القديس بطرس، حيث يكرّمه زعماء العالم ويؤدي آلاف المؤمنين الصلوات على روحه.

كيف يتم اختيار البابا الجديد؟

بعد الوفاة، يصبح الفاتيكان بلا رأس حتى يتم انتخاب خلف جديد، وهي عملية قد تستغرق أيامًا أو حتى أسابيع.

ويجتمع كبار الكرادلة في كنيسة "سيستين" بالفاتيكان ضمن مجمع سري يُعرف بـ "المجمع المغلق" (Conclave)، حيث يتم احتجازهم دون اتصال بالعالم الخارجي حتى يتم التوصل إلى قرار.

ويُجري الكرادلة أربع جولات تصويت يوميًا، ويحتاج المرشح إلى أغلبية الثلثين ليتم انتخابه. بعد كل جولة، يتم حرق أوراق الاقتراع في موقد خاص:

إذا لم يتم التوصل إلى قرار، يخرج دخان أسود من مدخنة الفاتيكان، ما يعني استمرار عملية التصويت.
إذا تم انتخاب بابا جديد، يخرج الدخان الأبيض، معلنًا للعالم اختيار الحبر الأعظم الجديد.

وبعد الاختيار، يظهر البابا الجديد على شرفة كاتدرائية القديس بطرس ليلقي أول خطاب له، ويبدأ في ممارسة مهامه رسميًا.

من هم أبرز المرشحين لخلافة البابا فرانسيس؟

بحسب خبراء الفاتيكان، هناك ستة كرادلة بارزين يُرجَّح أن يكون أحدهم البابا القادم، ومن بينهم:

الكاردينال بييترو بارولين – وزير خارجية الفاتيكان، المعروف بخبرته الدبلوماسية الواسعة.
الكاردينال كريستوف شونبورن – رئيس أساقفة فيينا، وأحد اللاهوتيين البارزين.
الكاردينال روبرت سارا – من غينيا، وكان مسؤولًا عن قضايا العبادة الإلهية في الفاتيكان.
الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي – فلبيني الأصل، ويحظى بشعبية كبيرة في آسيا.
الكاردينال شون أومالي – رئيس أساقفة بوسطن، والذي لعب دورًا مهمًا في إصلاح الكنيسة.
الكاردينال بيتر إردو – رئيس أساقفة بودابست، ويُعتبر من المحافظين.
ماذا لو طال أمد الانتخابات؟

تاريخ الفاتيكان شهد حالات تأخر طويل في انتخاب البابا، وأطولها كان عام 1268، حيث استمر اجتماع الكرادلة لمدة عامين كاملين دون التوصل إلى توافق، مما دفع الناس إلى حبسهم وإجبارهم على اختيار بابا جديد خلال 3 أيام فقط!

خيار الاستقالة.. سابقة غير تقليدية؟

رغم أن البابا يُنتخب ليخدم حتى وفاته، فإن البابا بنديكتوس السادس عشر كسر هذا التقليد عندما استقال عام 2013 بسبب تدهور صحته، وهو ما قد يفتح المجال أمام خيار الاستقالة في المستقبل إذا أصبحت الحالة الصحية لأي بابا غير مستقرة.

مستقبل الفاتيكان يعتمد على هذه البروتوكولات الصارمة، والتي تضمن انتقال السلطة بسلاسة رغم التعقيدات.

ومع التوقعات المستمرة بشأن صحة البابا فرانسيس، قد تشهد الكنيسة الكاثوليكية حدثًا تاريخيًا قريبًا يغير قيادتها في المستقبل القريب.